(20) ماذا عن استخدام الأدوية المضادة للذهان ؟الأدوية
المضادة للذهان ( أو المطمئنات الكبرى ) بدأ استعمالها منذ منتصف
الخمسينيات وساعدت على تحسن حالات الفصام وتقلل هذه الأدوية أعراض الفصام
الذهانية وتسمح عادة للمريض بأن يحيا ويعمل بطريقة افضل . والأدوية المضادة
للذهان هي افضل طرق العلاج المتاحة حتى الآن ولكن يجب أن نعلم أنها لا
تشفي المرض أو تضمن عدم حدوث نوبات أخرى في المستقبل .ونوع الدواء المستخدم
وجرعته تكون من مسئولية الطبيب المعالج، ودائما تكون الجرعة حسب كل حالة
على حدة والهدف من ذلك هو الحصول على تأثير علاجي مفيد بدون ظهور علامات
سلبية من العقار.
وتعتبر الأدوية المضادة للذهان مفيدة جدا في علاج بعض أعراض الفصام مثل
الهلاوس والضلالات. ويظهر التحسن المستمر على نسبة كبيرة من المرضى ، ولكن
هناك فئة قليلة من المرضى لا تفيد معهم هذه الأدوية بطريقة واضحة ونسبة
نادرة لا تؤثر عليهم على الإطلاق. ومن الصعوبة التنبؤ بتأثير العلاج على
المرضى والتفريق بين من سوف يتحسن مع العلاج وبين من لا يستجيب للعلاج.
وتنتاب بعض المرضى و أسرهم القلق من استخدام العقاقير المضادة للذهان بسبب
الاعتقاد بأن هذه الأدوية تسبب آثار جانبية سيئة و أحيانا تؤدي للإدمان
ويجب لذلك التأكيد بأن الأدوية المضادة للذهان لا تؤدي إلى الإدمان أو
التعود وان عودة الأعراض مرة أخرى عند الامتناع عن العلاج يكون بسبب أن
المرض مازال يحتاج للعلاج حتى تستقر حالة المريض ، ويمكن تشبيه ذلك بعودة
علامات وأعراض مرض البول السكري عندما يمتنع المريض عن العلاج قبل استقرار
حالته .
وهناك اعتقاد خاطئ آخر عن الأدوية المضادة للذهان أنها تعمل كنوع من أنواع
السيطرة أو التحكم في العقل. ولذلك يجب أن نعلم أن هذه العقاقير لا تتحكم
في أفكار المريض ولكنها بدلا من ذلك تساعد المريض على معرفة الفرق بين
الواقع وبين الأعراض الذهانية ، حيث تعمل هذه العقاقير على تقليل الهلاوس
والضلالات المرضية والحيرة والارتباك والهياج وبذلك تسمح للمريض بأن يتخذ
قراراته بطريقة واقعية وعقلانية سليمة ومن الملاحظ أن مرض الفصام يتحكم في
عقل المريض وشخصيته وفي هذا المجال تساعد الأدوية المضادة للذهان في تحرير
المريض من أعراض المرض وتساعده في التفكير بطريقة أوضح واتخاذ قرارات افضل
بطريقة مدروسة .
ويعاني بعض المرضى أحيانا من الميل للنوم وعدم القدرة على التعبير أثناء
استخدام العقاقير وبتنظيم الجرعة المناسبة لعلاج المرضى تختفي هذه الأعراض
لان هذه العقاقير يجب ألا تستخدم كنوع من القيود الكيميائية . وبالمتابعة
المستمرة نستطيع تنظيم جرعة الدواء للحصول على افضل نتيجة بدون وجود أعراض
غير مطلوبة وهناك اتجاه حالي بين الأطباء لاستخدام اقل جرعة ممكنة من
الأدوية لتمكين المريض من الحياة بطريقة منتجه ومريحة وبدون السماح لعودة
المرض مرة أخرى .
أعلى الصفحة
(21 ) ما هي المدة التي يجب أن يستمر فيها المريض في تناول العلاج ؟
تساعد الأدوية
المضادة للذهان على تقليل نسبة انتكاس المرضى المستقرين نفسيا . وقد لوحظ
انه بالرغم من استخدام العلاج بانتظام فانه يحدث انتكاس في حوالي 40% من
المرضى في خلال سنتين بعد الخروج من المستشفي وهذه النسبة أفضل من الحالة
الأخرى-( المرضي الذين لا يتناولون العلاج)- حيث تصل نسبة الانتكاس إلى 80%
في أولئك المرضي الذين لا يتناولون العلاج .
وفي جميع الأحوال فانه من غير
الدقيق القول بأن العلاج المنتظم يمنع الانتكاس بصورة نهائية. إن علاج
العلامات والأعراض الشديدة للمرض تحتاج بصورة عامة إلى جرعات أعلى من تلك
المستخدمة للعلاج الوقائي ولذلك فان مع ظهور أعراض المرض مرة أخرى فان
زيادة الجرعة الدوائية بصورة مؤقتة قد تمنع ظهور المرض بطريقة كاملة أو
تمنع الانتكاس الكامل للمرضى.
وهناك بعض المرضى الذين ينكرون حاجتهم للعلاج وأحيانا يتوقفون عن العلاج
بمزاجهم أو بناء على نصيحة الآخرين وهذا يؤدى لانتكاس المرض ( بالرغم من أن
الأعراض لا تظهر فورا ) ومن الصعوبة بمكان اقتناع بعض مرضى الفصام بحاجتهم
للاستمرار في العلاج الدوائي خصوصا عندما يحسون بأنهم افضل بدون استخدام
العلاج ، ولذلك فان استخدام العقاقير الممتدة المفعول قد تكون أفضل لهؤلاء
المرضى الذين لا يمكن الاعتماد عليهم في الاستمرار في تناول الدواء بطريقة
منتظمة .
ويجب أن نؤكد مرة أخرى على أهمية عدم التوقف عن العلاج الدوائي بدون النصيحة الطبية وبدون استقرار الحالة .
(22) ماذا عن الأعراض الجانبية للدواء ؟العقاقير
المضادة للذهان - مثل جميع العقاقير الأخرى- لها بعض الآثار الجانبية
السلبية الغير المطلوبة مع الآثار العلاجية المفيدة . وأثناء المراحل
المبكرة للعلاج تظهر بعض الآثار السلبية مثل الدوخة وعدم الاستقرار وتقلصات
بالعضلات ورعشة بالأطراف وجفاف بالفم و زغللة بالعين ، وأغلب هذه الأعراض
السلبية من الممكن التغلب عليها إما بتخفيض الجرعة الدوائية أو باستعمال
بعض العقاقير الأخرى وقد لوحظ أن استجابة المريض للعلاج تختلف من فرد لآخر
وكذلك يختلف ظهور الأعراض السلبية من مريض لآخر وقد يستفيد مريض من عقار ما
اكثر مما يستفيد غيره من العقاقير الأخرى .
(23) ما هي العقاقير التي تستخدم في علاج الفصام ؟هناك مجموعتين من الأدوية التي تستخدم في علاج مرض الفصام : المجموعة الأولي
ويطلق عليها اسم العقاقير التقليدية وهي التي تستخدم في العلاج منذ فترة
طويلة مثل أقراص ملليريل و لارجاكتيل و ستيلازين و سافينيز وهذه العقاقير
تفيد في علاج الأعراض الإيجابية لمرض الفصام مثل أعراض الهلاوس والضلالات
والهياج ولكنها لا تفيد في علاج الأعراض السلبية للمرض كما أن لها الكثير
من الآثار الجانبية .
أما المجموعة الثانية من العقاقير فتسمى العقاقير غير التقليدية وهي
عقاقير بدأ في استخدامها في الفترة الأخيرة و تستخدم في علاج الأعراض
الإيجابية للفصام كما أنها تفيد في الأعراض السلبية مثل العزلة والانطواء
كما أن أعراضها الجانبية تكون أقل ومن أمثلة هذه العقاقير أقراص رسبردال و
ليبونكس و زيبركسيا .
أعلى الصفحة
(24) ما هي الدواعي للانتقال من استخدام العقاقير التقليدية إلى العقاقير غير التقليدية؟إن أهم أسباب الانتقال لاستعمال العقاقير غير التقليدية هي :-
<LI dir=rtl value=1>استمرار وجود الأعراض الإيجابية للمرض ( الهلاوس والضلالات )بالرغم من الانتظام في العلاج الدوائي
<LI dir=rtl>استمرار وجود الأعراض السلبية للمرض (تبلد المشاعر والعزلة الاجتماعية.. الخ) بالرغم من الانتظام في العلاج.
<LI dir=rtl>وجود ضيق وعدم راحة من الأعراض الجانبية للعقاقير وعدم تحسن تلك الأعراض بالرغم من استخدام بعض العلاجات الأخرى.
<LI dir=rtl>وجود بعض الأعراض العصبية والتي تحدث بعد فترة والتي تظهر مع الاستخدام المستمر للعلاج بالعقاقير التقليدية
والانتقال من استخدام العقاقير التقليدية إلى العقاقير الحديثة ( غير
التقليدية ) ممكن في أي وقت أثناء العلاج ويجب أن يتم ذلك بعد مناقشة
المريض و أسرته ويجب أن نعلم أن كل عقار له بعض الآثار السلبية حتى في حالة
العقاقير الحديثة وكذلك يجب أن نلاحظ أن أسعار تلك العقاقير مرتفعة وتحتاج
للاستعمال مدد طويلة حسب حالة كل مريض.
أعلى الصفحة
(25) متي يدخل المريض الفصامي المستشفي ؟
يتقبل معظم مرضى الفصام العلاج الطبي و النفسي، و أحيانا يطلب البعض
مساعدته للعلاج من اضطراب التفكير والسلوك والوجدان ، ويعتمد قبول المريض
للعلاج على درجة استبصاره بالمرض. أما إذا فقد القدرة على الاستبصار فيؤدي
ذلك إلى رفض العلاج، ويهاجم من يتهمه بالمرض… وهنا يجب إدخاله المستشفي للعلاج قبل زيادة أعراض المرض.
واهم الأسباب التي تدعو الطبيب إلى إدخال المريض المستشفي هي :
- <LI dir=rtl>عدم استبصار المريض بأعراضه ورفضه العلاج بشدة .
<LI dir=rtl>الفصام الكتاتوني الحاد
<LI dir=rtl>محاولات الانتحار المتعددة
<LI dir=rtl>العدوان المستمر على الغير وتحطيم الأثاث
<LI dir=rtl>القيام بسلوك فاضح يهدد استقرار المجتمع أو العائلة
<LI dir=rtl>رفض الطعام والشراب والخطورة على حالته الجسمانية
<LI dir=rtl>الحالة الاجتماعية للمريض،كأن يكون وحيدا لا يمكن التأكد
من انتظامه في العلاج أو لا تستطيع العائلة تحمله في المنزل.
<LI dir=rtl>حالات الهياج الشديد أو الغيبوبة والانعزال المفرط
<LI dir=rtl>علاج المريض بجرعات عالية من دواء يحتمل أن يؤدي إلى
أعراض جانبية سلبية إذ يستلزم وضع المريض تحت الملاحظة لفترة معينه .
<LI dir=rtl>حينما يكون المريض قد اجتاز نوبة ذهانية سابقة ثم ظهرت
عليه دلالات عدم التكيف وعدم القدرة على التحمل وبدأ أنه في مسيس الحاجة
إلي وسط اجتماعي مطالبه أقل.
- حينما يكون المريض في حاجة إلى الجماعة العلاجية أو إلى أن يحيا ويعمل داخل وسط اجتماعي في برنامج تأهيلي .