مصدر حكومي: ملف قناة البغدادية سينقل إلى مستشارية
الأمن الوطني
(صوت العراق) - 30-11-2010
(صوت العراق) - السومرية نيوز/ بغداد
كشف مصدر حكومي، الاثنين، أن ملف قضية غلق مكاتب قناة البغدادية الفضائية
سينقل إلى مستشارية الأمن الوطني، مؤكدا أن نقل الملف جاء لاتهام القناة
بالتحريض على الإرهاب.
وقال المصدر الحكومي إن "القناة متهمة بعدم الالتزام بالقرارات والبيانات
الموجهة لها الخاصة بعمليات تنظيم البث في العراق"، مبينا أن "ملف القناة
سينقل من هيئة الاعلام والاتصالات إلى مستشارية الأمن الوطني على خلفية
الخرق الإعلامي الكبير في تغطية أحداث كنيسة سيدة النجاة التي راح ضحيتها
العشرات من المواطنين، وكذلك الاتصال الذي حصل بين المسلحين الموجودين داخل
الكنيسة والقناة".
واعتبر المصدر الحكومي الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، في حديث لـ"لسومرية
نيوز"، أن "نقل ملف قناة البغدادية من هيئة الإعلام والاتصالات إلى
مستشارية الأمن الوطني يأتي لأنه يحمل معلومات أمنية خطيرة تتهم فيها
القناة بالتحريض على الإرهاب".
وأشار المصدر إلى أن "قناة البغدادية تمكنت من إسقاط بعض التهم الموجهة
إليها من قبل هيئة الإعلام والاتصالات في المحاكم العراقية، خاصة فيما يخص
ببث برنامجها (خل نبوكا) وإطلاق سراح مدير مكتب القناة في بغداد".
وكانت قوة من قيادة عمليات بغداد قد فرضت في الثاني من الشهر الحالي حصاراً
على مكاتب القناة في بغداد، وطلبت منها إطفاء المولدات تمهيدا لاقتحام
القوة مبنى القناة، على خلفية الاتصالين اللذين وردا إلى القناة من
المسلحين الذين احتجزوا الرهائن داخل كنيسة سيدة النجاة ببغداد.
كما قامت قوة أمنية باحتجاز المخرج التلفزيوني حيدر سلام والموظف في قسم
الإنتاج التلفزيوني محمد جوهر العاملين في قناة البغدادية وفق المادة
(4/1/2) إرهاب، لقيامهما بالاتصال الهاتفي مع المجموعة المسلحة التي احتجزت
الرهائن داخل كنيسة سيدة النجاة في منطقة الكرادة وسط بغداد.
وكانت هيئة الاتصالات والإعلام قررت، مطلع تشرين الثاني الحالي، إغلاق
مكاتب قناة البغدادية في كافة أنحاء العراق بسبب ما وصفته بإخلال القناة
بقواعد ونظم البث الإعلامي وخرق النظام العام وتهديده، لافتة إلى أن القرار
جاء بعد مناقشة لجنة الاستماع والشكاوى لشكوى مرفوعة تفيد ببث القناة
مجموعة من الأخبار العاجلة تضمنت الترويج لمطالب المجموعة المسلحة التي
اختطفت رهائن في كنيسة وسط بغداد، فضلاً عن قرار سابق بإغلاق مكاتب القناة
صدر قبل نحو شهرين.
يذكر أن الإعلام في العراق شهد تطورا كبيرا منذ ظهور أول صحيفة عراقية باسم
"الزوراء" في 15 من حزيران عام 1869، والذي يعتبر يوما سنويا للصحافة
العراقية، فيما يعد التلفزيون العراقي من أوائل التلفزيونات العربية حيث
بدأ بثه عام 1957.
وقد حدثت نقلة نوعية وكمية في وسائل الإعلام العراقية بعد سقوط النظام عام
2003، فبعد أن كان الإعلام موجها ومحكوما بقبضة حديدية ومسخراً لخدمة
النظام الحاكم وتوفيره لقنوات أرضية محلية معدودة فقط بسبب منع استقبال
القنوات الفضائية داخل العراق، ظهرت العديد من القنوات الفضائية والأرضية
ذات التوجهات المختلفة سياسيا ودينيا وبلغ عددها نحو 47 قناة.
وبالإضافة إلى تطور الإعلام المرئي فقد تطور كذلك الإعلام المسموع بإنشاء
العديد من المحطات الإذاعية وتجاوز عدد محطات الراديو الـ 52 محطة إذاعية،
بالتوازي مع تطور واقع الإعلام المقروء متمثلا بوجه خاص في ظهور عدد كبير
من الصحف اليومية وبلغ عددها في بغداد فقط نحو 150 صحيفة بالإضافة إلى عدد
مماثل في بقية المحافظات، بحسب بعض المراقبين.